أصدر السيد الرئيس بشار الأسد المرسوم التشريعي رقم 2 للعام 2023 الخاص برعاية وتنظيم شؤون الأطفال مجهولي النسب. ويهدف هذا المرسوم إلى ضمان تمتع الأطفال مجهولي النسب بجميع الحقوق دون التمييز عن أقرانهم، ويضمن لهم الحماية القانونية والرعاية الاجتماعية في إطار بيئة إنسانية تعوّضُهم الفقد الذي يعانونه وتؤمن لهم التربية والنمو ليكونوا في المستقبل جزءاً أصيلاً من المجتمع. ويستهدف المرسوم، الأطفال مجهولي الأم والأب، أو، مجهولي الأب ومعلومي الأم لكن أمهاتهم تخلت عنهم ولا يوجد مَن يرعاهم.
يحمل المرسوم حالة متطورة للدور الموكل للمؤسسات الرسمية من جهة، ولـمكونات المجتمع الأهلي من جهة أخرى، تجاه الأطفال مجهولي النسب، وذلك من خلال إحداث هيئة عامة مسؤولة عن رعايتهم، تسمى "بيوت لحن الحياة" تعدّ المرجعية الاجتماعية بكل ما يتعلق بالأطفال مجهولي النسب على كافة أراضي الجمهورية العربية السورية.
ويكرّس المرسوم مفهوم الرعاية البديلة أو ما سماه القانون بـ "الالحاق"، والتي تهدف إلى توفير العيش لهؤلاء الأطفال ضمن بيئة بديلة عن عائلته الطبيعية تربيه وتحميه وترعاه وتعزز قدراته، حيث تتولى بيوت لحن الحياة توفير خيارات الرعاية البديلة التي تتلاءم مع احتياجات الطفل مجهول النسب، من خلال رعايته ضمن بيوت لحن الحياة أو عبر إلحاقه بأسرة بديلة أو مؤسسة رعاية تتولى رعايته وتربيته وتدبير شؤونه، بموجب عقد إلحاق يضمن تحقيق الرعاية البديلة على أن تبقى هذه الرعاية محكومة بالضوابط المنظمة بقانون الأحوال الشخصية الخاضعة له الأسرة البديلة والطفل مجهول النسب.
يُحدد هذا المرسوم عبر تعليماته التنفيذية، الإجراءات التي تكفل وصول الطفل مجهول النسب إلى بيوت لحن الحياة، بدءاً من لحظة العثور عليه في مكان ما، ويحدد دور ومسؤولية كل جهة بدءاً من الشخص الذي يعثر عليه إلى أقسام الشرطة، إلى المشافي التي ستتولى التحقق من حالته الصحية، حتى يصل إلى بيوت لحن الحياة التي ستقوم باختيار اسم مناسب له، وتنظَّم شهادة ولادة له وتقومَ بتسجيله وفق قانون الأحوال المدنية. كما ينص المرسوم على عقوبات تشكل رادعاً أمام إمكانية ارتكاب أفعال تكون محلاً لجرائم بحق الطفل مجهول النسب أو تشكل مخالفات لأحكام ومقتضيات هذا المرسوم.
يُذكَر أنه في العام 1969 صدر المرسوم رقم (276) ونص على أنه، يعتبر عربياً سورياً مَن وُلد من أبوَين مجهولَين أو من أم معلومة وأب مجهول، ليأتي هذا المرسوم الجديد وينظم عملية الرعاية التي يحتاجُها الأطفال مجهوليّ النّسب. كما أن ظاهرة الأطفال مجهولي النسب هي ظاهرة قديمة موجودة في كل المجتمعات ومنها المجتمع السوري، وتؤكد الإحصائياتُ الرسمية أن العام 2002 كان هو العام الأكثر تسجيلاً لحالات مجهولي النسب خلال الفترة الممتدة من العام 2000 حتى 2021. كما تُشير الإحصائيات ذاتها إلى أن متوسط تسجيل حالات مجهولي النسب من الأطفال خلال العام الواحد يبلغ 42 طفل مجهول النسب.
تجدون النص الكامل للمرسوم على موقع وكالة سانا، على الرابط التالي:
Powered by Syrian Monster - Web Service Provider
Powered by Syrian Monster - Web Service Provider